الأحد، أغسطس ١٦، ٢٠٠٩

هل أنت حساس ؟

أريدك عزيزي القاريء الكريم أن تتذكر يوما من الأيام كنت فيه جالسا في مقعد الدراسة, او في جلسة ودية مع أهلك ,أو كنت في عملك , أو كنت مع أصدقائك وكنت وقتها في نفسية جيدة وروح طيبة مفعمة بالأمل والاشراق والبهجة.. وفجأة ومن دون سابق انذار تنقلب نفسيتك رأسا على عقب بسبب! ألا وهو ان احد الجالسين الى جوارك قام بإلقاء نكتة طريفة عليك او علق عليك تعليقا ربما لا يليق في نظرك! انني هنا لا أتحدث عن اساءة! الاساءة مرفوضة ممن جاء بها ويجب ان نواجه الآخرين الذين يسيئون الينا بلفظ او فعل بأن نبين لهم وجه خطئهم وننبهم الى عدم تكرار ذلك السلوك انما حديثي عن المزاح اللطيف الذي عادة ما يكون بين الاقارب والاقران والاصدقاء ! اذا كنت مستعدا دائما ان يتقلب مزاجك بسرعة فائقة بسبب كلمة او جملة يقولها احدهم فاسمح لي ان اعتبرك من الشخصيات الحساسة جدا والمهيئة بقوة الى الدخول لعالم القلق القلق كلمة لا احد يجهلها.. فاحدنا اما انه قد احس معناها جيدا لما يعانيه او عاناه في حياته من مواقف واحاسيس عرفت له هذا الشيء جيدا او اننا قرأنا هنا وهناك بما فيه الكفاية حتى بات القلق لا يحتاج اصلا الى تعريف التوتر والاضطراب والقلق يدل بعضها على بعض.. المهم ليس معرفتنا بجمل وتراكيب تعرف لنا القلق او تسم لنا التوتر .. اننا بحاجة الى معرفة الامور التي تؤدي الى القلق وتقود الى التوتر وهكذا من اهم الامور هو ما ذكرته لك .. ان كنت حساسا ودقيقا جدا في ردة فعلك تجاه المواقف البسيطة فان هذا مؤشر قوي جدا على صناعة شخصية قلقة! كل ما عليك فعله ومن اللحظة! ان تعيد تقييمك للأشياء والمواقف والسلوك الذي يصدر من الآخرين ما دام ان الذي يصدر من الآخرين في خانة المقبول عرفا والمرضي شرعا فأرجوك الا تضخم الاشياء وتعطيها مساحة كبيرة في تفكيرك .. كن سهلا في تقبل الآخرين واحوالهم واقوالهم ..وعليك ان تدرك تماما ان كثيرا من الألفاظ والاقوال التي تصدر من الاخرين تنبعث منهم بلا تركيز بل بلاوعي وتجد اكثرها تلقائية فهذا يهبك فرصة للتريث قبل الدخول في عالم التفكير في شأن ما قيل ويقال ولم قيل ! ان الذي يصنع الأسئلة الكثيرة حول شخصيته وحول ما ينبغي للاخرين العناية به قبل التعامل معه شخصية قلقة في نظري!! لأن الشخصية الواثقة المتزنة تتصرف بعفوية وتلقائية كما تحب هي ان تظهر امام الناس ولا تهتم بشأن ما يتصرفون ! فكل انسان محاسب على سلوكه وفعله وانا فقط محاسب على عملي وفعلي وسلوكي فلماذا أتكلف نسقا معينا من أجل ان اغير سلوك الاخرين! الحاسيسة الزائدة من تصرفات الناس وسلوكهم تجاهنا معضلة تبدأ صغيرة جدا الى درجة ان تتمثل في حوار داخلي سريع وما تلبث ان تتمكن من الفؤاد حتى تؤسس نسقا مستمرا وقاعدة صلبة يسير عليها الانسان في جميع تعاملاته وكما تبدأ الحساسية المؤدية للقلق صغيرة ومن ثم تتعاظم كذلك الاتزان والعقلانية والهدوء بإمكاننا صقله والعناية به حتى يكون ديدنا لنا في جميع امورنا من اليوم بل من الآن لنحاول ان نكون أكثر اتزانا لا عليك مما مضى .. إبدأ من اللحظة .. واعلم ان الناس أسرع منك في كشف تغيراتك الشخصية.. وما تخسره من تقييمهم بسبب مواقفك بالأمس بامكانك من الغد ان تصنع مجدا جديدا وتكون قريبا منهم جدا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق